حقوق الطباعة والنشر محفوظة للمؤلف لدى وزارة الثقافة والإعلام المملكة العربية السعودية

الأربعاء، 13 مارس 2013

حوارات شبابيه قصه قصيره


حوارات  شبابيه

في إحدى مقاهي الرياض  اجتمع  مالك بأصدقائه  كعادتهم   فلقد اعتادوا أن يجتمعوا  في نهاية  كل  أسبوع  قد مضى  يحمل بين ثناياه أعباء عمل  وضغوطات  لا يكاد أن يخلو منها العمل اليومي  فيجتمعون  بنية الترفيه عن نفسهم  بالحديث  في أمور رياضيه  ولا تخلو الجلسة من  حوارات سياسيه  واجتماعيه  وقد تطرح من بعضهم تساؤلات دينيه  قد تتفق الآراء  وقد تختلف ولكن يبقى الود موجد  فلا ازدراء ولا غمط   قد يتخللها ذات مرة تعنف وتعصب ولكن سرعان ما يعود الوضع كما كان  يتصافحون فيضحكون وفي اجتماعهم الأسبوع المنصرم   لم يكن جو الشباب كعادته فلقد جلس مالك صامت لا على  عادته  وكذلك كان حال  خالد  وبجوارهم  كان يجلس احمد وكان عابس  وكأنه يحمل هموم الدنيا جلها فوق رأسه  بينما كان راشد  مرحاً كالعادة فهو فاكهة الجلسة  يتميز بخفة دمه  ومزاحه ونكته اللطيفة  نظرا إليهم جميعا يحرك يده أمام وجه هذا  فيهوشها كما يهش الذبابة  وينغز ذاك على خاصرته فيتأفف  ويحدث هذا وذاك وذاك ولا من مجيب  فوقف راشد كوقفة الخطيب فوق المنبر
 وقال بصوت مرتفعا قليلا جعل كل من يحط بهم يلتفت إليهم :
 هي أنت وهو  مالكم  قبح الله هذه الوجوه العابسة ستجعلون جلستنا حزينتا لا ضاحكه  هي  فلنفظف  لبعضنا هيا ليقول كل واحد منكم ما باله اليوم.
  فقال خالد :
أنا  سأبدأ الحديث ولكن  لا يقاطعني احد حتى افرغ منه  فاستهل حديثه قائلا لقد انشغل فكري  حقا وضقت من التفكير ذرعا  ربما   ما أفكر به  يبكني  وأكاد اجزم انه ابكي الكثير غيري   أنا ما يحزنوني  حال أهلي بسوريا  فالبيوت هدم والأطفال يتم والطاغي بغى ببغيه وما عادا يرحم  الدماء تسيل وفي السجن  ألف  أسيف ونيف  ما بيدي  حيله فكل الحلول  أضحت مستحيلة مابيدي إلا الدعاء  فعسى ربي كلما دعوت لسوريا بفرج مارد دعائي وفتحت له أبواب السماء .
 فقال احمد:
 وهل تظن أن ما يحزنني هو خلاف هذا لا والله إن ما يحزنني  لهو السبب نفسه مصر بلادي من تسمت بأم الدنيا مصر العظيمة بتواريخها الحاضرة والقديمة بعراقتها بقوتها غرقت ومازالت تتشبث بقشة الأمل رحل عنها من عاث فيها فساد وحل فيه من اختاره الناس من  الأخيار ولكن من حل ليس على أهواء البعض ولم يكن بالنسبة لهم أفضل خيار فداك معارض وذاك محايد هذا يدين وهذا يندد هذا ملتزم بدينه وذاك سلفي متشدد هذا يرد العدالة هذا يهيج الجماهير وذاك ينادي بالتغير وفي منتهى الحديث امن معدوم دم  مهدور ولا ادري إلى أين ستؤول بنا الأمور .
فقال مالك:
  إن الحال من بعضه ماذا أقول أنا  غير وحسرتا  وأسفا على وطني خمسة وستون عاما ووطني سليب وشوقي له كشوق المحب للحبيب وقفت ذات مره على صخرة بالبحر الميت في بلادي الثانية الأردن  وكانت فلسطين على الضفة الأخرى أمامي أنادي ولكن ندائي لا يعود إلا بصدها كصرخة في وادي على عروشه خاوي فلا من سامع له ولا من مجيب

فقال راشد :
وبروحه المرحة كعادته ويحكم جميعا ما بالكم  تتحسرون  اعلم أن  ما حل  بكم له أمر شديد  ولكن لا تجعلون من الحزن سجناً لكم  والحسرة تبيت  جدران بها تحيط  نحن كلنا أخوه سنقف  معا والسعودية هي وطنكم ووطن الجميع  هانحن  كم مضى  على رفقتنا اجتمعنا هنا في السعودية منذ الطفولة  دين الله يجمعنا لا عنصرية  لا طبقية  لا لون لا عرق يفرقنا  نحن كلنا عرب وقد تغنى شاعرا فقال بلاد العرب أوطاني   هيا امسحوا  دموعكم  وادعوا  ربكم قسما أن الفرج أتي قسما أن الفرج لقريب.

قل يا زمان لمن مر بقرب  داري  أن مسلم عربي والعزة شعاري  شامخاً رغم انكساري  مؤمن بالله وبما تسوقه لي  أقداري  كلما حندس الليل وسرمد دعوت ربي  مبتهلا في صلاتي أن  تنجلي تلك الغمامة الدكناء ويعم في المعمورة نور إشراقي أنا شمس العروبة والإسلام شعاعي  سجل يا زمان أنا عربي فليحذرني  أعدائي .


                                   بقلم: أنس الضميري

ليست هناك تعليقات: