لاتقل ذكرى
جلس بجوار جده الذي كان يترنح فوق كرسيه الهزاز وقد تركز نظره على قناة بالتلفاز ينظر اليها ويحبس الدمع بعينه صامت ولكن الحزن خيم اسودا كما الليل عليه جلس بقربه لساعات وساعات متأمل فيه ولما علم ان مايشاهده جده شيء يعني له الكثير حاول التركيز معه وماهي الا هنيئة سمع المذيعه تقول يحيى الشعب الفلسطين اليوم15/5/2013 ذكرى النكبه الفلسطينيه الخامسه والستين وسمع جده في ذات الاوان يتأوه وقال اه سقى الله ورجاعه البلاد والله اشتاق للك يارض بلادي ياوالطن الغالي فعلم انه ذكرى النكبه لها علاقه بشأن عظيم فلقد سمع ابوه يحدث امه بالامس ويخبرها ان غدا ذكرى النكبه ففكر مليا وقال جدي جدي ماهي ذكرى النكبه فمسح براحته دمعه الذي حاول احتباسه في محجر مقلتيه لكنه من الشوق لفلسطين عانده وإنسال فوق وجنتيه مسحه وقال مبتسما فرحا من سؤال حفيده الصغير ابن العاشره وقال له بني اولا لاتقول ذكر النكبه بل قل تاريخ النكبه لماذا ياجدي لان النكبه هي التاريخ الذي يحيى فينا لايموت خلدا مادام الوجود هو التاريخ الذي ابعدنا فيه عن وطننا عن ارضنا هو تاريخ الهجره وبداية الاحتلال هو تاريخ اللجوء وامل الرجوع كل عام يأتي تكبر فلسيطين وهاهو اليوم عمرها في اواسط الستين ولكنا سنبقى بحقنا متمسكين فوطننا واضح المعالم بين الحدود مابه مفرطين شمال يعلو به الجليل وجنوبا النقب وشرقا طبريا والبحر الميت ومن الغرب البحر الابيض المتوسط تلك حدو فلسطين تذكرها بني لاتنسها سنتعيدها ولو بعد حين فالحق سيعود سنعيد حينها كل شبر مغتصب كل دلم ارض وكل حاكوره وكل بياره وكل كرمة عنب سنعيد ونزرع كل زيتونة قلعت وكل تينة ماتت من العطش وذبلت بني فلسطين حق باقي ولن نتوان عن ارجاعه وان الالباب من الورى عنه خفلت وقل بني لكل من استغشى ثيابه واغلق اذنيه وابى الاستماع فلسطين لم تكن يوما ارض مشاع ولم ولن تباع ولكنها سلبت خلسه وعنوه وبقهر اهلاها لم هجروا قسرنا عنها فلسطين ستعود ستعود فالحق بني لايموت لايموت افاعلمت لماذا لااحبذ قول ذكرى لاان ذكرى هي البكاء على الأطلال وعلى جراح نزف بالماضي ولكنه تاريخ باقي الجرح ما التم باقاً جاري ويوم ما بني انشاء الله سأريك اين كانت داري يوم تعود فلسطين الوطن الغالي .
بقلم :انس الضميري