وأنت أبي
أبي ذاك الذي أصبح
كهل ملء الشعر الأبيض لحيته ورأسه
كان لا يكترث أن يجهد نفسه
ويضنيها ويهلكها ويعيها بمقابل أن يرى الابتسامة قد ارتسمت على وجه أمي
ووجهي ووجوه إخوتي أبي الذي سهر الليالي وعانا الأمرين من أعباء الحياة
حتى كبرنا أنا وأخوتي أمام عيناه واليوم
غدونا نقول أبي اليوم كما رعيتنا صغارنا هانحن اليوم
بشيخوختك سنرعاك أبي أننا سنابلك التي زرعتها فحصدتها فاليوم من
حصدها سترعاك .
هذه الأبيات إهداء
مني إلى أعظم شخص في حياتي أبي/ محمد عيسى الضميري.
قالوا حســــبك أنـــــت
و لما التعالي
متبـــــختراً
بمشيك شــــيمتًك التـــباهي
فقلت ما أجــــــدر الأيـــام والليالي
بوصــــــف نفســـــــي وقـــصة كبـــــريائــــــي
أنا أبن الكريم أبــــــن
الكــــرامِ
أُقبل
مـــنــــه ذا الـــــــــــــــــرأس
والأقـــــدامِ
أبي ذاك الـــــذي
ذاق المــــــهانةِ
نحت بيديه المشققات جلمود الصـخرِ
و الأحجارِ
طال سهره زاد أرقه وذبلت
الأجفانِ
كثيراً
حــالــه مـــا أبكاني ولكنما اقـــسم
أن يرعـــاني
قال بُني قلب ما شئت
ناظريك
وأمــــعن النــظر بعلياء وشــــــموخ السمـــــــــاءِ
كن مثلها شامخاً لا
يحزنك حالي
راضيناً بجمــــيل مـــــا تســــــوقه لـــــنا الأقدارِ
بُني أني
أوصيك بطاعة الإلهِ
بصوم وذكر وصـــدقة وان تكون
مــــقيم الصلاةِ
بُني أن الحياة
أعباء وعثراتِ
و اليسر والعــــسر متعقبانِ كــــن قــــوياً أتـــراني
بُني أخوتك سندك من بعدي
كونوا يدا بيداً فلا تدري ما تحـــــمله
غوائل الزمـــــانِ
بُني أني لك أرعاك أحميك
إن دانا
منك السوء أواريك حتى بكبري ترعاني
بُني أن أردت من الناس الود
والقبول ابتـــسم
واحتـــرم يقابلك الكل بالاحترامِ
أبي احبك ونصائحك هي نبراسي
أبــي احبـــك وكـــلامك
فــــي حياتي هــــــو عـــمادي
كيف لي وان لألبس
بردة التباهي
وأنت أبي محمدُ تاج راسي وعلى صدري أنت نيشاني
بقلم:العاشق...أنس الضميري