حقوق الطباعة والنشر محفوظة للمؤلف لدى وزارة الثقافة والإعلام المملكة العربية السعودية

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

مشاهد على أنقاض غزه

المشهد الاول :
على الكرسي الهزاز الخشبي البالي  يجلس فوق الأنقاض
وبمذياعه القديم المغبر ينصت لأم كلثوم  تغني  للأطلال
والبرد الغاضب يصرخ برياحه إني  الشتاء إني  هممت بالدق على الأبواب
والدفء المنبعث من نار الجفت المستعر ينعش منه   الجسد القرسان
نار فوقها إبريق نحاسي قديم تغلي بحرارتها الميراميه الممزوجة بالشاي
والسيجاره ذي الروح الطويله بطرف فمه مثبتها   يسقط منها السكن ومتصاعد منها الدخان
يحكي بعد آه وأف و آه وتنهد وحسره  أنه كان ياما كان
كان هنا بيتي وكان هنا لي بستان
كروم عنب وشجر  تين  وبيارات من البرتقال وبيدر قمح كان يتراقص  كما الراقصات الحسان
آه سقى الله ايام  زمان

المشهد الثاني:
ومازال  الكرسي البالي يذكره بالليالي الخوالي فهو الإرث الباقي
لصمجه بطريقته  وأعاد أجزائه وعاد كذاك الزمان الماضي
أدام النظر بالسماء يشكو الناس لرب الناس بستياء
ما أجمل دفء الجفت في قساوة برد الشتاء
يتذكر من رأوه فتركوه  فيهم  لشتم  فيسكته السعال
يصعر وجه  المجعد ويعلوه الضجر
وينادي رحماك رحماك يامشيئة القدر
ما أصعبها دموع على وجه شيخ كبير القدر

المشهد الثالث
رشاقت تتبع رشقات من المطر  يداري  على  موقده  أن لايطفئه ماء المطر
والماء يغسل دمعا فوق تجاعيد الوجنة قد إنهمر
مدفــئي وكرسيا ومسبحتي  وسيجارتي  إرثي الباقي  بكا ربي وأنت جاهي رحماك رحماك
والناس من حولي بجسد مسدى مشلول ولسان ياليته أبكم مازلت به تدين وتستنكر وتندد رحماك رحماك
زدا وابل المطر غزير غزير قد إنهمر وقف  فوق الذكريات فصرخ  فلسطين موطني ياذا الإيباء ياموطن الأباء
إن هدموا  البيوت إن قطعوا  الشجر فلن يحبسوا المطر لن يغيروا مايريده القدر   إني  أراك بعلاك شامخ  صلدا كالجبل
المشهد الأخير:
ينفض الغبار من راحتيه  وعن ثيابه  يسجد لربه  أن نجاه ببدنه 
يسأل ربه الفرج  ويبتسم من  الغبطه  ويعلوه الأمل
وقال  وماذا يعني الفلسطيني شامخا باقي وسيبقى طول الأزل .


 بقلم: انس الضميري